الأحد، 5 مايو 2013

ماذا سيفعل مورينيو الموسم القادم؟

وجهة نظر | عفواً..مورينيو فشل

السبيشل وان انسان عادي في مدريد..

اللعبة فوز وخسارة، ولأن الخسارة ارتبطت على غير العادة بشخص الرجل الخاص، لم يحـفل المهتمون بثناء الرجل الذي بلغ المجد رفقة "شلة" من المراهقين وحديثي الوجوه بقدر امتداد أعناقهم إلى المستقبل بحثاً عن جواب: ماذا سيفعل مورينيو الموسم القادم؟!! لي شخصياً هو كجدتي في المطبخ، أو آل باتشينو على المسرح : أثق أن نتاجه لا مثيل له ولا نظير، وأن لا خطوة يخطوها بلا غاية أو قصد. لكن هذه  المرة، وبعد أعوام لم يعرف فيها غير النصر، لا بد من تضمينها عفوا: مورينيو فشل!

أظهرت الأرقام علو كعب دورتموند على الريال في معظم أوقات اللقاءين. كان الشعور السائد في المباريتين هو أن هنالك فريق يعرف بحق ماهية واجبه وخطته، وآخر مشحون بكبرياء عنيد ورغبة، لكنه ضعيف التنظيم.

لم تكن هذه عادة مورينيو، فقد بدا في الفترة الأخيرة مجرداً من ذلك السحر الخاص الذي جعل من إنتر وبورتو عمالقة لا يقهرون في محض سنين معدودة. انتهى العام الثالث وأرجئ معه حلم "العاشرة" إلى عام آخر، وصار لا بد من تقييم خلاصة العمل قبل الرحيل.

بقاء مورينيو في البيرنابيو بدموع الوداع عقب نهائي الأبطال كان طلباً وأملاً في أمر واحد: دوري الأبطال. إذا ما قسنا النتائج بالتوقعات، فلا بد أن خطط مورينيو الأوروبية لم تنجح. اجتذاب الأنظار ومعاداة الجميع بدءاً بالصحافة وحتى الرئيس، تعقيد العلاقات والتصريحات، تحدي الجماهير ورموز الفريق، كلها أمور عادت بالنفع على الرجل الخاص في انجلترا وايطاليا، لكنها لم تجد مكانا في ميدان مدريد، ميدان فخم يفيض بالعراقة، والتقاليد فيه تتمثل بتقديم المتعة القصوى لمن في المدرجات، حيث الأبطال مطالبون بالجري حتى آخر قطرة عرق.

وعلى ذكر الرموز، إقصاء لاعب بحجم كاسياس وأهميته لا حسنات فيه، خاصة في ظل جو وبطولة محاطة بالمتربصين من ذوي الأقلام الملتوية التي استغـلت هشاشة قـفازي أدان ذريعةً للهجوم والانتقاد. أرشيف الكرة مليء بصراعات رمز الفريق والمدرب، عن نفسي لا أذكر انتصاراً للرجل الفني على ابن القميص وحامله.

في مراحل معينة أمور كالكلام اللاذع وتصدر الصحف وإرضاء كبرياء النفس لا تعود كافيةً لنيل المجد، هو درس من التاريخ يأبى مورينيو بحكم طابعه أن يفهمه. فقبل أي شيء في الكرة أنت تحتاج الى فريق، فريق حقيقي. في انترنازيونالي وبورتو كان لمورينيو فريق، الفرديات والاستثناءات كانت موجوده، لكنها كانت جميعها مسخرة لمصلحة المجموعة. من مفارقات الكرة أن ذلك الرجل الذي قدم نموذجاً يشرح الطاقة الكامنة من جراء توحد الفكر والرغـبة لدى اللاعبين يقف اليوم أعزلاً لا حكم له على حجرة لاعبيه الداخلية بعد أن كانت لسنين مملكته الشخصية.

كل ما سبق ذكره مجرد كلام يوازي أن نقول التالي: مورينيو في مدريد لم ينجح "على طريقته"، على العكس لقد خيب الآمال، حتى أنه بات ولأول مرة في تاريخه معرضاً لخطر "الزيرو تيتولي"، أي صفر من الألقاب، وهي العبارة التي سخر بها من كبار الكالشيو بعد أن احتكر جميع المسارات الممكنة تاركاً البقية خلفه.

خطة الهروب أصبحت سارية المـفعول. الساحر البرتغالي يريد العودة إلى الذين أحبوه، بكلمات أخرى الى أحضان أبراموفيتش الذي ينشغل حالياً في إعداد الملايين طامحاً في إرضاء عدوه المحبوب، فتشيلسي في حالة مثالية تروق لمزاج الرجل الخاص. في البرتغال مقامه كقديس، في ايطاليا أصبح ذكره وقوفاً على الأطلال، في اسبانيا لم تنجح المهمة، أما عن انجلترا..هي الخطوة التالية!

0 التعليقات:

إرسال تعليق