الأحد، 5 مايو 2013

أمور غير منطقية تحدث في بريطانيا


أمور غير منطقية تحدث في بريطانيا ....
حاول رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" خلال العامين الماضيين التصدي لظاهرة العنصرية داخل ملاعب الدوري الإنجليزي بتوصية الاتحاد المحلي بفرض عقوبات صارمة وحازمة على كل من تسول له نفسه التعرض لأي لاعب أسمر سواء كان أفريقي أو من أصول أفريقية بكلمات أو إيماءات عرقية.

لم تكن محاولة (كاميرون) بتلك الجدية التي توقعها الجمهور ولجنة الانضباط داخل الاتحاد الإنجليزي، فلم يبتكر قوانين استثنائية كما فعلت تاتشر في الثمانينيات بابتكارها قانون الإيقاف مدى الحياة عن حضور المباريات إذا بدر من المشجع أي تصرف عنيف، ما دفع الاتحاد الإنجليزي للتصرف بنفسه لحل بعض الأزمات التي طفت على سطح الكرة الإنجليزية (بخصوص العنصرية).
http://u.goal.com/210400/210431hp2.jpg
http://u.goal.com/210400/210417hp2.jpg
خروج قائد تشيلسي جون تيري "زي الشعرة من العجين" من بين قبضة محكمة "سمنستر" في قضية اعتدائه اللفظي على مواطنه "أنطون فرديناند" في مباراة أقيمت عام ٢٠١١ على ملعب لوفتس روود بين كوينز وتشيلسي في الدوري، دفع الاتحاد الإنجليزي نحو اتخاذ قرارات من تلقاء نفسه بعيداً عن القانون، لاقت عدد من الانتقادات اللاذعة فيما بعد من الجماهير والإعلام المحلي.

البداية كانت بنزع شارة القيادة من تيري وإجباره على الإعتزال الدولي، كل هذا لم يكن يقوم به الاتحاد الإنجليزي في عهد تاتشر، فالقانون كان يأخذ مجراه الصحيح، لكن رئيس الحكومة هذه المرة لم يرث شيئاً من صاحبة القبضة الحديدية التي ماتت منتصف الأسبوع الماضي ورفض الاتحاد الإنجليزي تكريمها على الجهود التي بذلتها خلال فترة عملها في ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي لاعادة الهيبة للكرة الإنجليزية.

مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا في الثمانينيات، التي قال عنها باراك أوباما بعد وفاتها "ابنة التاجر وصلت لأن تصبح رئيسية وزراء، وأصبحت مثالاً لبناتنا بأنه لا يوجد سقف للطموحات". لم تكن تهوى كرة القدم مثل باقي الشعب الإنجليزي المولع بهذه الرياضية التي أبتكرها في القرن التاسع عشر، والمحافظة على كبرياء وطنها أمام العالم كان دافعها وهاجسها الأول، لذا عملت على تخليص البلاد من أكثر آفة تهديداً للعبة وللوطن (الهوليجانز).

في عام ١٩٨٥ بدأ عمل مارجريت لتصحيح مسار كرة القدم الإنجليزية حين قرر الاتحاد الأوروبي منع إنجلترا من اللعب في دوري الأبطال وكأسي الاتحاد والكؤوس لخمسة مواسم، وليفربول لسبعة مواسم، واختلف كثيرون على سياستها في إدارة الأزمة، وحاولت بعض الجهات إلصاق تهمة التستر على أفراد من ضباط الشرطة تورطوا في حادثة "هيلزبره" عام ١٩٨٩، لكن لا أحد يمكنه انكار الدور الرئيسي الذي لعبته في تطوير الكرة الإنجليزية واعادتها للواجهة بعد سنوات عجاف بعد الايقاف القاري لأنديتها.
http://u.goal.com/272000/272018hp2.jpg
لقطة اليوم 13 أبريل ∫خرجت مظاهرات في العاصمة لندن عبرت عن الانقسام الكبير الذي سببته تاتشر بين صفوف الشعب الإنجليزي، هناك من عبر عن حزنه وتذكر الدور الذي لعبته في تنقية الهواء الذي تستنشقه رياضتهم المحببة "كرة القدم" من آفة الهوليجانز، وهناك من عبر عن سعادته بموتها في ذلك الفندق بوصفها "بفتاة الليل"، وبعد ساعات قليلة أعلن الاتحاد الإنجليزي رفضه وقوف لاعبي الأندية المتنافسة في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي "دقيقة صمت"، بحجة الخوف من ردة فعل سلبية، فظهرت السلبية بعينها في نهاية مباراة (ميلوول وويجان) في ملعب ويمبلي عندما تشاجر عدد من عشاق ميلوول على طريقة الهوليجانز مع بعضهم بعض وسط ذعر جماهير ويجان وبكاء الأطفال الذين لم يسبق لهم رؤية دماء في المدرجات، ليتأكد العالم بعد هذا المشهد المقزز الاحتفالي بموت تاشتر بأن "فتاة الليل" "حقاً" قد ماتت..

0 التعليقات:

إرسال تعليق